القائمة الرئيسية

الصفحات

صدر حديثا… عن مكتبة جزيرة الورد كتاب « دور التصوف في نشر الإسلام في آسيا الوسطى»

 

Recently... the book "The Role of Sufism in Spreading Islam in Central Asia" was published by the Jazirat Al-Ward Library.


صدر حديثا… عن مكتبة جزيرة الورد كتاب «  دور التصوف في نشر الإسلام في آسيا الوسطى»

حكايات

الطريقه اليسوية نموذجا للدكتورة/هبه ابراهيم النادي استاذ مساعد العقيدة الإسلامية

يوضح الكتاب الطريقة اليسوية وكيفية دفاعها عن الإسلام كونها اول طريقة يسوية بآسيا الوسطى فالشيخ أحمد اليسوي يعد من أعلام التصوف في منطقة أسيا الوسطي منذ القرن الخامس الهجري والنصف الثاني من القرن الحادي عشر الميلادي، بدأ احمد اليسوي تحصيله العلمي وهو في سن صغيرة في مدينة « ياسي » على يد شيخ معروف في هذه المدينة هو أرسلان بابا،ثم تعلم علي يد الشيخ يوسف الهمذاني وكان اليسوي مجتهداً في تحصيل العلم، حتى أنه لفت انتباه مدرسه بتجلياته التي كانت تظهر له.  


فاليسوي كان رجل صوفي عظيم قام بخدمات عديدة في الوسط التركي وأسيا الوسطي وأستطاع اليسوي تبليغ دعوته ونشرها عن طريق خلفائه ومريدوه وذلك لإلمامه باللغة التركية والفارسية والعربية.


إن شخصية الشيخ قد لفتت الانتباه بآثارها العميقة الواضحة في الحياة الروحية المعنوية للأمة التركية، وبأفكارها الصوفية، وطريقتها المعتدلة التي أسست للإسهام في المجال الصوفي في تركيا ودول أسيا الوسطي، تناول الشيخ احمد اليسوي سيرته الصوفية في ديوانه – ديوان الحكمة – وذكر فيه تجاربه الروحية بشكل مفصل حتى بلغ الثالثة والستين من عمره ، لقد وضع الشيخ اليسوي في ديوانه الحالة الروحية والمرتبة الفكرية للمجتمع الذي يخاطبه نصب عينية . أن هذا الشيخ العلم الصوفي البارز الذي ظهر في تركستان كانت له أهدافه، وأفكاره، ومبادئه، التي أستطاع بها أن يصل إلي قلوب المدنيين والبدو البسطاء في الصحاري وذلك من خلال أبيات «ديوان الحكمة»الذي يبرز التقاليد والعقائد المتعلقة بالفكر الصوفي للطريقة اليسوية، الذي لا يزال موجوداً إلى الآن، والمعروف لدي الأتراك منذ فترات طويلة، والسبب في ذلك مخاطبته شريحة عريضة من الشعب مباشرة ليعلم الشعب الدين والحقائق الصوفية الخالصة، لذا خاطبهم الشيخ اليسوي بلغتهم ولهجاتهم موافقاً إدراكهم وأذواقهم فكان دائماً يستخدم مصطلحات بسيطة يوضح بها الحالة الروحية والدرجة الفكرية للمجتمع الذي يخاطبه نصب عينيه.

 


ارتباط الطريقة اليسوية ارتباطاً وثيقاً بكتاب الله وسنة رسوله الكريم، وعلى الرغم من أن اليسوي كان له مذهبه وطريقته الصوفية إلا أنه لم يصادف قط أي وجود لما هو مخالفاً للشريعة الغراء في ديوانه فنجح اليسوي في التأليف بين الشريعة والطريقة لم يهدف اليسوي في ديوانه إلي إيضاح أدق أمور الفلسفة الصوفية التي لن يفهمها العامة، بل عمل علي توضيح القضايا المتعلقة بالأخلاق والشرع في شكل نصائح تعمل بالتأكيد على سعادتهم الأخروية. فقد جعل المسائل الفلسفية عنده تخضع للتأويل ولذا استخدام هذا المنهج في عرضه للنزعة الفلسفية عند الحلاج والجنيد والشبلي ودافع عنهم لأنه أحس بالنزعة التأويلة تأخذ بفكره للنزعة الفلسفية.

 

أن اليسوي يمثل واحداً من ابرز عناصر وسمات الحياة الثقافية والفكرية للأتراك فضلاً عن شخصيته التاريخية بكونه أول من أصدر ديوان باللغة التركية الخالصة وأهم ما كتب في الأدب الصوفي التركي ، الذي نظم كثيراً من الشعر ليوقف الترك على آداب السلوك ويعلمهم الأخلاق والحكمة فلم يكن اليسوي غريباً عن العلوم الإسلامية والأدب الفارسية فكان ملماً بها عالماً بالآثار الصوفية لأقدم وأعظم شعراء الفرس والعرب.

أخذ كل متصوفة تركيا « الذكر الجهرى » من سلالة اليسوية بقراءة مواعظ ونصائح اليسوي، فقد انتشرت الطريقة اليسوية في بادئ الأمر في منطقة سيحون ثم انتشرت في كل أرجاء تركيا بسرعة كبيرة . وبعد استيلاء المغول على المنطقة وجدت الطريقة رواجاً كبيراً بين القبائل والعشائر التركية وبين أتراك أذربيجان وإيران وخراسان، وقد انتقلت الطريقة اليسوية إلى الأناضول في القرن الثالث عشر بواسطة دراويش الصوفية انتهجت نهج الطريقة اليسوية الأثر الصوفي المعنوي الكبير الطريقة النقشبندية ، والطريقة البكتاشية ، الطريقة الإلكانية ، الطريقة الحيدرية ،الطريقة البابائية.

وظلوا يدعوا للإسلام بصدق وإخلاص ودافعوا عنه بكل وسيلة، فأينما حلوا كانوا يشيدوا الربط والتكايا لنشر الإسلام والعلم ومن الحق والإنصاف أن يذكر ويظهر مجاهداتهم في الدفاع عن دين الله وإظهار كلمة الحق ونشر علوم الإسلام وآدابه وأخلاقه بإتباع سنة رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم.

أن هذه الطرق الصوفية وعلى رأسها الطريقة اليسوية كان لهم دور ونشاط كبير في نشر الإسلام واستقراره في منطقة العالم التركي، ولا تزال الطرق التي انبثقت من اليسوية تدافع عن الإسلام إلى الآن في الشيشان وداغستان .

أن الطريقة اليسوية أول طريقة صوفية يؤسسها تركي بين الأتراك فقد تبع اليسوي ونهج على نهجه كل من أتي بعده أمثال «يونس آمره» في المنهج الصوفي في الإلهيات « وحكيم أتا»  في حِكْمه فقد خرج ديوان الحكمة من كونه أثراًُ أدبياً بين الأتراك إلى[ صفة قدسية وذلك لأنه يقرأ من مئات السنين في تكايا وزاويا اليسوية ، وأصبح البصيرة التركية التي استمرت لمدة ألف عام وعلي هذا يكون الديوان واحداً من العناصر الروحية المعنوية التي تعمل علي التوحيد بين شعوب العالم التركي.

تعليقات